قضية: "شعوب المسطحات المائية الكبيرة": كيف تُنتج فيلمًا وثائقيًا دوليًا في ظل جائحة بلا حدود

​
إعلان
يتناول فيلم "شعوب المسطحات المائية الكبيرة" خمس دول وثلاثة محيطات، ويحكي قصص أولئك الذين تنتمي حياتهم إلى البحر. خلف الكواليس، هناك لوجستيات معقدة، والتصوير أثناء جائحة كوفيد-19، وفريق دولي، والعمل بدون ممولين كبار. في دراسة لهذه الحالة، ندرس كيف تغلب المؤلفون على كل القيود وأنتجوا فيلمًا تم الاعتراف به في المهرجانات الدولية.
عن ماذا هذا الفيلم؟
"شعوب المسطحات المائية الكبيرة" هو فيلم وثائقي من إخراج أندريه كيرسانوف، تم تصويره في خمس دول أثناء الوباء. الشخصيات الرئيسية هم راكبو الأمواج، البحارة والفنانون المرتبطون بالمحيط. رغم قيود كوفيد، نجح فريق من 19 متخصصًا في تنفيذ مشروع فيلم دولي تم الاعتراف به في أكثر من تسعة مهرجانات.
الهدف والسبب
إن عمل فيلم مؤلف عن سكان المحيط هو فكرة شخصية للمخرج أندريه كيرسانوف. كانت نقطة البداية هي فكرة ولدت في جبال مولتينسكي في ألتاي: إظهار الحرية من خلال أولئك الذين يعيشون بجانب البحر. تطلب المشروع التصوير في بلدان مختلفة (بريطانيا، البرتغال، بولينيزيا الفرنسية، روسيا)، في ظروف الجائحة والموارد المحدودة.
كيف تم عمل الفيلم
المرحلة 1. الفكرة والسيناريو
فكرة الفيلم نشأت في جبال ألتاي. قام أندريه كيرسانوف بصياغة هذا المفهوم من خلال تأملاته الشخصية حول الحرية والوحدة والتفاعل مع الكوارث. تم تشكيل السيناريو بناءً على السير الذاتية للشخصيات - حيث تم تكييف كل مشهد مع حياتهم الحقيقية وجغرافيتهم.
"لا يمكنك تزييف المحيط "و لكن يمكنك إظهار ذلك بصدق"، كما يقول أندريه كيرسانوف.
المرحلة 2. إعداد فريق العمل
تم تشكيل الفريق تدريجيا: من شخصين - كيرسانوف والمصور روجر إدواردز - حتى 19 متخصصا. مبدأ الاختيار: الاحترافية والمشاركة الشخصية.
انضمت المونتير إيلينا فيلاتوفا عن بعد:
"لقد استمتعت باللقطات من جميع أنحاء العالم. حتى اللغة البرتغالية لم تكن عائقًا - بل كانت تحديًا أردت قبوله".
مصورو الفيديو من البرتغال، ومصور تحت الماء من تاهيتي، ومهندسو الصوت من روسيا - تم اختيارهم إما من خلال توصيات من ابطال العمل أو من خلال منصات دولية (على سبيل المثال، LinkedIn).
المرحلة 3. المواقع وقاعدة التصوير
تم تصوير الفيلم في المياه المفتوحة، وعلى اليخوت، وفي ورش العمل - تم بناء التنظيم بأكمله في البيئة الطبيعية للشخصيات:
فالموث، المملكة المتحدة - تصوير السير روبن نوكس جونستون على اليخت الأسطوري Suhaili.
نازاري، البرتغال - راكب الامواج المنقذ سيرجيو كوزمي.
جزيرة وايت - الفنان البحري مارتن ماكريل.
وتضمن الإعداد:
تصاريح التصوير المحلية في بلدان مختلفة.
إنشاء قاعدة تصوير متنقلة.
العمل في ظروف قاسية: التصوير من القوارب، والعليات، ومن الجو (الطائرات بدون طيار).
"لقد قمنا بالتصوير في الموقع، في عناصر طبيعة الشخصيات. ويؤكد كيرسانوف أن "هذا كان أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للمصداقية".
المرحلة 4. اختيار واستخدام المعدات
كان اختيار المعدات يعتمد على المرونة:
كاميرات Blackmagic Pocket Cinema هي كاميرات صغيرة الحجم مصممة لتوفر سهولة الحمل والجودة.
طائرات DJI Mavic 2 Pro بدون طيار للتصوير الجوي - بفضل ثباتها في الظروف العاصفة.
علب التصوير تحت الماء - للتصوير في تاهيتي.
السبب وراء الاختيار هو سهولة النقل، والقدرة على التصوير في أي ظروف، ومرحلة ما بعد المعالجة في مواقع بعيدة.
المرحلة 5. مرحلة ما بعد الإنتاج والترجمة
تم التحرير في موسكو ولندن وليماسول. تم تنفيذ العمل في التخزين السحابي وعبر VPN بسبب حظر المنصة والعقوبات.
مشاركة الفيديو - عبر خدمات مشاركة الملفات البديلة.
يتوفر الصوت والترجمة بثلاث لغات: الإنجليزية والبرتغالية والروسية.
تم إجراء الترجمات من قبل فريق فياتشيسلاف إليسيف:
"كان هذا بمثابة جسر ثقافي. تمت الترجمات مع مراعاة النبرة الحقيقية وطريقة تفكير الشخصيات".
المرحلة 6. التصميم وتصحيح الألوان والصوت
تصحيح الألوان - يتم ذلك يدويًا، مع التركيز على الألوان الطبيعية للمياه والسماء.
الصوت - يتكيف مع أجواء كل موقع (المحيط، الميناء، العاصفة).
الموسيقى التصويرية مؤلفة في معظمها، وقد تم تأليفها من قبل ملحن من سانت بطرسبرغ.
عوامل التوقف والمكالمات
جائحة كوفيد-19
إلغاء الرحلات الجوية، وإغلاق الحدود، والحجر الصحي. في بعض الأحيان تم تأجيل التصوير.
قوانين صارمة عند التصوير في الأماكن العامة.
الصعوبات التقنية
سقطت إحدى الطائرات بدون طيار في المحيط.
ظروف جوية قاسية: التصوير في ظل رياح تصل سرعتها إلى 90 كم/ساعة وأمواج تصل إلى 18 متراً في نازاري.
النتيجة

شارك الفيلم في تسعة مهرجانات سينمائية دولية وفاز بها، بما في ذلك مهرجان كان السينمائي الدولي، Frames of New York، ومهرجان الأناضول السينمائي الدولي وغيرها. وقد حظي الفيلم بتعليقات إيجابية من الجمهور والنقاد، وفتح المجال أمام إمكانية الترويج الدولي لسلسلة الأفلام الوثائقية الجديدة.
"مونتاج رائع، وتصوير مذهل. "لقد فعلتم كل شيء بشكل صحيح"، مارتن ماكريل.
"هذه قصة بحرية عظيمة. "يبدأ الأمر بانفجار وينتهي بموجة"، روجر إدواردز.
لقد أصبح المشروع مثالاً حيًا لكيفية قدرة الفكرة الشخصية والفريق المناسب والمثابرة على التغلب على أي عقبات - من الحجر الصحي إلى الكوارث الطبيعية.